في خطوة سباقة وفريدة من نوعها تقفز هيئة الأدب والنشر والترجمة إلى إقامة ( مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة ) في ديسمبر القادم ضمن الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة في دعم القطاع الثقافي بشتى مجالاته ، تحت مسمى ( مهرجان الأفكار ) وخبر كهذا يستحق التأمل ويدعو للدهشة والاحتفاء ولعله يبشر بتمخضات قادمة في المستقبل القريب في هذا المجال تحديدًا ، حيث الاهتمام بالفلسفة رافد قوي في زعزعة الركود وإعمال العقل وتنمية مهارات التفكير العُليا أهمها ( التفكير الناقد ) لأن الأصل في الفكرة أنها بنت العقل ، أن يتم الاستفادة من خبرات على مستوى دول العالم يعني أن تُجتمع مجموعة من العقول وكلاً يدلي بدلوه ، يتحاور فيه العقل مع العقل الآخر فتصمت كل الأشياء ولا يبقى إلا صوت الأفكار معلنة عن بداية التغيير لتعزف موسيقى الحضور مهما اختلفت النوتات فإنها سوف تشترك في أوركسترا جميلة سوف تزين سماء الفلسفة ، ويحق حينها لإيقاع الأسئلة أن يعلو وينثر تساؤلاته في المدى عن كل الأشياء من أين وكيف ومتى وهل وماذا ولماذا !!
ولن تبخل تلك الأوركسترا في الوقوف على مفاتيح الإجابات ولو بشكل مبدئي فتلك الآلآت الموسيقية التي تشترك في صناعة الفن سوف تتحد لتفتح أفق الأسئلة
هلموا يا محبي الحكمة !
وهيا نطرق أبواب الاحتمالات لنضع تلك الأشياء تحت محك الدراسة لنسأل عن الوجود والمعرفة عن الروح والعقل عن اللغة والمنطق عن الأخلاق والقيم ، ولا بأس أن تأخذنا الريح إلى زوابع الأجوبة سنكرر الكرة تلو الأخرى 
في أجواء صاخبة بكثافة المُطلق ..
فالآلة هي العقل والعقل هو الآلة بيد أن العقل أوسع وأشمل حيث أنه بوسعه أن يقوم بإعادة تدوير الأجوبة إلى أسئلة ليأخذنا إلى مناطق أعمق ، ويقينًا عندما يرتفع صدى تلك المعزوفات التي تُستقطب من مشارق الأرض ومغاربها سوف تتجلى التأويلات وتتحد الاعتبارات في مهمة سامية تشبه مقاربة وجهات النظر بعد ولادة شمس الآراء ؛ وبطريقة ما سوف تعلن الميتافيزيقا عن عالم الاكتشاف  في رحلة ما وراء الفلسفة كونها الامتداد الذي يبني جسور التواصل والتعاون بين عدة عقول  ،
ختامًا إنها لجسارة مُحببة أن تصمت كل الأشياء ويرتفع صوت  الأفكار متوازيًا مع عدة مسارات وناقلاً لأروع الحضارات دافعة بذلك عجلة التفكير إلى الأمام .

بقلم : رهام مدخلي 
Reham90md